قد تهتز اعماق كثيرين مدينين تلك الفعلة اللتى صدرت من ابنتا لوط وهى انهن بحسب سفر التكوين اسكرن والدهن و عملتا معه الخطية و قد تتعالى حناجر بعض المنابر معبرة عن لوط كمثل لمن ترك ارض الموعد وتغرب فى ارض لا تعرف السلام و ما حدث من بناته كان نتيجة طمعه و اختياره الارض الاكثر خيرات و ترك لعمة ابراهيم تك (13: 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني و بينك و بين رعاتي و رعاتك لاننا نحن اخوان* 9 اليست كل الارض امامك اعتزل عني ان ذهبت شمالا فانا يمينا و ان يمينا فانا شمالا* 10 فرفع لوط عينيه و راى كل دائرة الاردن ان جميعها سقي قبلما اخرب الرب سدوم و عمورة كجنة الرب كارض مصر حينما تجيء الى صوغر* 11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الاردن و ارتحل لوط شرقا فاعتزل الواحد عن الاخر* 12 ابرام سكن في ارض كنعان و لوط سكن في مدن الدائرة و نقل خيامه الى سدوم* 13 و كان اهل سدوم اشرارا و خطاة لدى الرب جدا)
و نقولان الرب علمنا ان ندخل الى العمق لكى نعرف بالدقة ما هى الظروف اللتى ادت الى ذلك و من هنا نبداء بقصة اختيار لوط للارض محللين شخصيته و نقول انه حتى ولو اختار هو الاراضى على اساس الخير الذى فيها فهو تغرب مع عمه و اعتقد انه تربى فى المدرسة العبرانية اللتى عبرت البلد مع كبيرها وهو ابراهيم فى رحلة ميراث الارض فاختياره بناء على انه وسع نظرته الاولى فى ملازمة عمه و لماذا لا يتركة وهو صاحب الفكرة ولماذا لا يختار وهناك خير وفير فى الافق
انه منطق مختلف تماما عن الابن الضال الذى رحل بالاموال الى كورة بعيدة و انغمس فى الشهوات و يبدوا ايضا انه انسان قنوع غير طموح حيث انه لازم عمه فى رحلاته و عندما استقر بمواشيه الى جوار عمه لم يحرك ساكنا الا بعد مشاكل الرعاة و ايضا فى سدوم لم يحرك يمينا او شمالا بالرغم من ان ابراهيم سافر كثيرا من الجوع و الجفاف فنجد ان حب الاستقرار عند لوط اقوى حتى فى احلك الظروف اللتى كانت فيها تلك المدينة و تذكر المصادر اليهودية ان اهل سدوم كانوا اشرار جدا لدرجة انهم يتركون الفقراء يموتون جوعا و يحاكمون من يقدم لهم طعاما و ليس كذلك بل ان معاملة الغريب كانت تتم بان يجهزوا سريرا و يقف على اطرافة ثلالثة رجال من كل ناحية فان كان الغريب اطول من السرير يقومون بتقطيع راسة واطرافه فيما يتناسب وطول السرير و ان كان اقصر كان يشد من راسة واطرافة حتى يموت اما بانفصال ارجله او بانفصال راسة او يفعلون معه الفحشاء
(BOOK OF JASHER CH 18)
فلابد ان نيقين ان استقرار لوط هناك ليس حبا فى الشر والا كان انغمس فى الملاذات و الشهوات ولكنه كان بارا لان الرب ارسل ملاكيه و انقذوه (تك 19) و شهد عنه معلمنا بطرس فى رسالته الثانية (2 : 7و انقذ لوط البار مغلوبا من سيرة الاردياء فى الدعارة) لذلك فان استقرارة لم يكن استعباد للخطية ولكن اعتقد انه نظرة ضيقة وطموح اقل و حب لاستقرار ولندخل الى العمق اكثر فى سلوكه فى وسط هذا الجو الشرير المهيمن بالزنا
اولا : كان مضيفا للغرباء فى بلد يقتل الغرباء ( انظر الحفاوة اللتى استضاف بها الملائكة تك 19 : 1 حتى انه سجد للارض
و اعتقد ان لوط كان له وضع مهيب فى تلك البلد اولا لبره ونعمة الله المحيطه به و ثانيا مهابة لعمة ابراهيم الذى استرد كل املاك سدوم وعمورة و ابن اخيه لوط وكل ماله حينما وقعا فى الاسر تك 14 : 14 14 فلما سمع ابرام ان اخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مئة و ثمانية عشر و تبعهم الى دان* 15 و انقسم عليهم ليلا هو و عبيده فكسرهم و تبعهم الى حوبة التي عن شمال دمشق* 16 و استرجع كل الاملاك و استرجع لوطا اخاه ايضا و املاكه و النساء ايضا و الشعب* 17 فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر و الملوك الذين معه الى عمق شوى الذي هو عمق الملك* 18 و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي)
فيبدوا من ذلك انه كان متروك فى حاله دون مضايقات شديدة بصرف النظر عن هوجة الشر اللتى انتابت الشعب عند دخول الملاكين بيته
ثانيا مربى جيد لبناته حيث يذكر الكتاب المقدس و التاريخ اليهودى انهن كانتا عذارى تك 19 : 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا
وكيف يكون هذا فى وسط كل تلك الخطية ومن ذا لذى يدخل النار ولا يكتوى الا بالبر المعطى له من الله و يحدثنا تاريخ اليهود الذى قد لا ناخذ بصحه تلك القصة ولا نرفضها تماما عن احدى بنات لوط غير بطلتا قصتنا
تسمة بلتيس و قد قدمت عمل رحمة مع فقير موشك على الموت فكمنوا ليعرفوا من يقدم له الطعام فعرفوا انه هى فحكم عيها القاضى بالحرق حتى تحولت الى رماد
And Paltith the daughter of Lot saw this man lying in the streets starved with hunger,
and no one would give him any thing to keep him alive, and he was just upon the point
of death.
27. And her soul was filled with pity on account of the man, and she fed him secretly with
bread for many days, and the soul of this man was revived.
28. For when she went forth to fetch water she would put the bread in the water pitcher, and
when she came to the place where the poor man was, she took the bread from the
pitcher and gave it him to eat; so she did many days
And they took Paltith and brought her before their judges, and they said to them, Thus
did she do, and it is she who supplied the poor man with bread, therefore did he not die
all this time; now therefore declare to us the punishment due to this woman for having
transgressed our law.
35. And the people of Sodom and Gomorrah assembled and kindled a fire in the street of
the city, and they took the woman and cast her into the fire and she was burned to ashes.
BOOK OF JASHER CH19
لا نستطيع ان نيقن تلك القصة او ننكرها ولكن منها ناخذ منهج يتفق مع الكتاب وهو بر لوط الذى انعكس على اهل بيته فتقبلوه على حسب شخصياتهم و فهمهم و قد انعكس على بناته فى ان حفظن انفسهن ابكارا
و بعد ان رفع الرب الشر من على الارض بخراب تلك الكورة و تحول امراءة لوط الى عمود من الملح حدثت تلك الفاجعة انظر تك 19
29 و حدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم و ارسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط* 30 و صعد لوط من صوغر و سكن في الجبل و ابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو و ابنتاه* 31 و قالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ و ليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض* 32 هلم نسقي ابانا خمرا و نضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا* 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة و دخلت البكر و اضطجعت مع ابيها و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها* 34 و حدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا* 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا و قامت الصغيرة و اضطجعت معه و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها* 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما* 37 فولدت البكر ابنا و دعت اسمه مواب و هو ابو الموابيين الى اليوم* 38 و الصغيرة ايضا ولدت ابنا و دعت اسمه بن عمي و هو ابو بني عمون الى اليوم
انها كارثة اخلاقية بموجب تفكيرى المتاثر بعصر النعمة فى المسيح ولكن مهلا لندخل الى العمق بحسب عصر النعمة ولا ندين احد و لسنا قضاه لان ربنا رفض ان يقضى قائلا من اقامنى قاضيا عليكما
و لنناقش ثلاثة امور يجزع لها القارىء
اولا كيف يذكر الكتاب المقدس هذا الانحلال وهل هذا يليق بكتاب الله
ثانيا كيف لانسان بار ان يسكر
ثالثا كيف لبنات ان يفعلن هذا بابيهم
اولا كيف يذكر الكتاب المقدس هذا الانحلال وهل هذا يليق بكتاب الله
لنضع بعض المفاهيم اللتى نتفق عليها
ليس العيب فى ذكر الخطاء و لكن العيب هو التغاضى عنه
الكتاب المقدس لا ينادى بعصمة الانبياء او الابرار بالاضافة ان لوط ليس نبى بل هو انسان بار
ومن هذا المنطلق فان ذكر خطايا او افعال حدثت لابرار نتيجة ضعف او نتيجة موقف معين لقرار خاطىء او فهم خاطىء نتيجة ايدولوجية معينة فان هذا هو منطق التعليم الصحيح لان كل كتاب موحى به من الله هو نافع للتعليم لذلك فلابد ان يكون التعليم منطقى صريح لا يحابى بالوجوه ولا يخفى حقائق لانه كتاب حق و ليس كتاب تجميل لبشر
و احب ان اضيف كون ان موسى النبى كاتب السفر كتب تلك المعلومة اللتى حدثت بمعزل عن الناس و قد لا يعرفها احد فقد كتب تلك المعلومة مساق بروح الله الذى اعطاه معرفة الخفايا حتى يتعلم الشعب ما قد يقعون فيه من اخطاء و ايضا حتى يعرفوا اصول الشعوب المزمعين ان يتجاوروا معها لان الرب قد نهاهم عن مقاتلة ذوى قربتهم و ارث ارضهم (تث 2 : 9 فقال لي الرب لا تعاد مواب و لا تثر عليهم حربا لاني لا اعطيك من ارضهم ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيت عار ميراثا - : 19 فمتى قربت الى تجاه بني عمون لا تعادهم و لا تهجموا عليهم لاني لا اعطيك من ارض بني عمون ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيتها ميراثا )
(لمزيد من المعلومات راجع موضوع العصمة ونقد الكتاب المقدس)
ثانيا : كيف لانسان بار ان يسكر
اظن ان من تحامل على لوط فى ذلك تحامل على نوح من قبل () ولكن الامر ببساطة انه لم تكن هناك شريعة او ناموس يحرم ذلك فليس هناك اى خطاء فى احتساء الخمر من لوط او من نوح قبل ذلك بزمان كبير بل و قد كانت رمزا للبركة اللتى تفيض بها الارض نلاحظ ان يعقوب اعطاها لاسحق ليأكل فى حادثة البركة الشهيرة( 27تك : 25فقالَ:"قَدِّمْ لي لآكُلَ مِنْ صَيدِ ابني حتَّى تُبارِكَكَ نَفسي". فقَدَّمَ لهُ فأكلَ، وأحضَرَ لهُ خمرًا فشَرِبَ.)
ليس كذلك فحسب ولكن نجد فى بركة اسحق لابنه اعطى الخمر مثلا لخير و بركة الارض كالحنطة تماما (تك 27 : 26فقالَ لهُ إسحاقُ أبوهُ:"تقَدَّمْ وقَبِّلني يا ابني". 27فتَقَدَّمَ وقَبَّلهُ، فشَمَّ رائحَةَ ثيابِهِ وبارَكَهُ، وقالَ:"انظُرْ! رائحَةُ ابني كرائحَةِ حَقلٍ قد بارَكَهُ الرَّبُّ. 28فليُعطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السماءِ ومِنْ دَسَمِ الأرضِ. وكثرَةَ حِنطَةٍ وخمر)
فلم تكن الخمر بشىء لا يليق يفعله الانسان
ثالثا : كيف لبنات ان يفعلن هذا بابيهم
لكى نفهم امر ما او حدث فلابد من تحليلة حتى لا يتكرر ان اعتقدنا انه خطاء و لكن دون ان ندين اخرين سواء كانوا على علم بتلك الخطية او حتى الفاعلين بدون علم بضمير خاطىء متمثلين بربنا الذى لم يدين تلك المأسورة من الخطية الممسكة فى ذات الفعل لم يرم حجرا ولكنه حرك حجرا كان رابض على قلبها و اصر احبائى على ان تحليلى لتلك الحادثة الشنيعة ليس سوى توضيح فقط و اقولها
آه لوط و بناته من اقامنى قاضيا عليكما
اولا من خلال تحليلنا لشخصية لوط انه بار لا يحب المغامرة و قنوع جعلته يرضخ للاقامة فى سدوم
و شرورها فقد قال عنه بطرس الرسول انه كان يعذب عينيه بمنظر الاثم ( 2بط 2 : 8 اذ كان البار بالنظر و السمع و هو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة* ) فمن تلك المنظومة خرجت الابنتان اللتان تربيتا على البر فى ايدولوجية شريرة
اى تناقض هذا فى النشاءة نعم هو بر ابيهم جعل منهن عذارى فى وسط النار نعم الثقة فى البر و التعضيد الالهى جعلهن يهرولون جريا غير ناظرين الى ما هو خلفهم نعم هو البر الذى جعلهن لا ينظرن الى هذا العمود الصائر ملحا و قد ارضعهم و حنا عليهم فى صغرهم اذن بعد كل هذا البر ما الذى حدث اين الخلل
لقد كان الخلل فى البيئة فقد فعلوا ما هو جيد بحسب ضميرهم المختلط و ما يعد رجسا بحسب ضميرنا المهذب
كما يذكر تك 19 : 30 صعد لوط من صوغر و سكن في الجبل و ابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو و ابنتاه* 31 و قالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ و ليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض* 32 هلم نسقي ابانا خمرا و نضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا* 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة و دخلت البكر و اضطجعت مع ابيها و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها* 34 و حدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا* 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا و قامت الصغيرة و اضطجعت معه و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها* 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما* 37 فولدت البكر ابنا و دعت اسمه مواب و هو ابو الموابيين الى اليوم* 38 و الصغيرة ايضا ولدت ابنا و دعت اسمه بن عمي و هو ابو بني عمون الى اليوم*)
وهنا يروى يوسفيوس وجه نظر البنتين انهن ظنتا ان الارض كلها خربت و لا يوجد بعد بشر
But his daughters, thinking that all mankind were destroyed, approached to their father, (24) though taking care not to be perceived. This they did, that human kind might not utterly fail: and they bare sons; the son of the elder was named Moab, Which denotes one derived from his father; the younger bare Ammon, which name denotes one derived from a kinsman. The former of whom was the father of the Moabites, which is even still a great nation; the latter was the father of the Ammonites; and both of them are inhabitants of Celesyria. And such was the departure of Lot from among the Sodomites.
و يتفق ما قاله يوسفيوس مع سفر التكوين لان يوسفيوس اوضح انهن ظنتا انه لا يوجد جنس بشرى مرة اخرى و هذا ما اوضحة السفر فى قولهن تك 19 : 31 و قالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ و ليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض*
فاراد هذا الضمير البار المعطوب ببيئة الشر ان يحافظ على السلالة الانسانية فوقع فيما هو رجس بالنسبة لضميرنا فاراد بالبر ان يحيى نسل لابيهن ولكن احيوا النسل بشر اهل الارض لانهن لم يسألن ابيهن بل اسكرناه لكى لا يشعر فهن على يقين انه سوف يرفض فالارادة هى مدرسة لوط ولكن التنفيذ هو مدرسة سدوم وعمورة الارادة
و ما يجعلنا نرفق بهن انهن لم يكررن الفعلة من اجل شهوة و لكن من اجل اقامة نسل فالفعلة لم تتكرر او لم تدخل الى نفوسهن كعادة قبيحة و لكن فعلت لاجل غرض معين ولم تكرر وعدم تكرارها هى من منطلق ضمير مروض و لكن الفعلة هى خطاء مدبر فى التطبيق انها صورة نادرة لاختلاط البر بالاثم
فلابد ان ندرك ان البر الذى يصبر على الخطية قد يلد كارثة
وجدى القمص شنودة