تتعالى اصوات كثيرة متهمة الكنيسة بالتقصير والبعد عن التعليم الانجيلى الصحيح حتى لمجرد ذكر طغمات الكهنوت فيها قد تتعالى الاصوات اللتى قد تنفجر احيانا قائلة لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذى فى السموات
فكيف تقولون لرعاة كنيستكم ابونا كاسرين وصية الرب و الحق ان كثيرين قد ينهارون اما تلك المقولة عن هذه الاية اللتى سندرسها لاحقا
من ينهار قد يكون ايضا ممن قراءوا الكتاب المقدس بالروح الارثوذكسية البسيطة الغير الناقدة اللتى تبحث عن بناء الروح فقد يمر على هذه الاية ولكن لا تمثل عبء على فهمه ولكن عرضها على اذنه بالطريقة الناقده لايمانه قد تهزه ولكن لا تترك بداخلة اثرا لان تواضع قلبا يعطيع فهما وتقبل قد ينهار امامة الناقد
هناك ايضا المتذمر وهو على استعداد اعلى للانهيار لعله يجد بعض المبررات ( اللتى تتفق و اهوائه ) اقصر طريق الى داخله وهو يسد اذنيه عن صوت الرب بكلمة الرب
ايها الحبيب لا تسد اذنك عن صوت الرب بكلمة الرب انظر الرب ذاته قاوم تجارب بكلمة الرب فهل انت تقاوم الشيطان ام تقاوم الرب بكلمة الرب ( عفوا عن استخدام هذا المصطلح الذى قد نعرض عنه رؤية قريبا )
افحص و امتحن كل فكر
ولنعد للاية (8 و اما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح و انتم جميعا اخوة* 9 و لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات* 10 و لا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح*)
لقد ذكرها الرب فى انجيل متى الاصحاح 23 العدد 8 و 9 ولو تاملنا سويا نجد ان الرب ذاته موجه تلك الايات الى التلاميذ لكى يحترزوا من خمير الكتبة و الفريسيين فلكى ندرس ابعاد الاية لابد ان نعرف من هم التلاميذ فى ذلك الوقت ومن هم الفريسيين
وماهى عاداتهم تجاه الشعب و ماهى عادات الشعب تجاه الكتبة و الفريسيين
التلاميذ هم ابناء اسرائيل المترجين المسيا البسطاء فى القلب الانقياء فى قلوبهم وهذا النوع ينظر بكل وقار و ابهار لكل من يعلم باسم الله
الفريسيين والكتبة عموما طائفة مستحدثة قد تكون بداءت من بعد السبى (دون مسمى او شرعية ) للتامل فى الكتب و دراستها حتى اصبحوا معلمين الناموس فى عهد المسيح ولكن دون شرعية توراتية لان الشريعة هى من الكاهن فقط فمن فم الكاهن تطلب الشريعة
اما عن عادات الناس فكانوا كثيرى الانحناء و التعظيم فيهم يروا فيهم مجد اسرائيل البائد
اما عنهم فهم احبوا التعظيم اكثرا من التعليم مع ان لهم تعاليم امتدحها الرب فى نفس الاصحاح ناصحا تلاميذه بان يعملوها * 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه و افعلوه و لكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون و لا يفعلون
لذلك فلندرس الموقف هناك معلمين غير شرعيين توراتيا و هناك كهنوت هارونى فى مراحل الانتهاء
هناك تلاميذ صغار النفوس امام علم هؤلاء مزمعين ان يحملوا تمام العهد الى كل المسكونه
فهل ينبغى ان يتخذ وا من الفريسيين اباء او معلمين وهم اباء المسكونة فهل ياخذ الاب الشرعى للكل اب فقد انتهى عهد الشرعية للكهنوت الهارونى والاشرعية للكتبة و الفريسين واتت الابوة الرسوليه لانه جعل الابوة مثل الخراف يبصره المستقيمون فيفرحون وهى نبوة عن ان الابوة اصبحت بالرعاية الرسولية كمن يرعى الخراف وحتى بولس الرسول اعتز بابوته الرسولية لاهل كورنثوس فى رسالته الاولى اليهم (14 ليس لكي اخجلكم اكتب بهذا بل كاولادي الاحباء انذركم* 15 لانه و ان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس اباء كثيرون لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل )
اى ما نفهمه ان الرب وجه كلامه الى الرسل بانه لا ينبغى ان يكون لهم اباء ارضيين واباهم السماوى اعطاهم سلطانا ان يصيروا اباء لكل المسكونة والدين المؤمنين بابوة الرعية كالخراف بالسلطان الممنوح لهم بنفخه فى وجوههم قائلا اقبلوا الروح القدس من غفرتم لهم خطياه غفرت ومن امسكتموها عليهم امسكت (يو2 :22-23 ) بوضع اليد مقيمون شفعاء (قسوس اللتى ترجمتها ابرسفيتيروس ) وارثين الابوة و مورثينها بوضع اليد ( 1تيمو 4:14 ) ( اع 20:28 )
مهلا اخى كل ما فى الكتاب هو للتعليم وهو رسالة شخصية فماذا استفيد انا الرعية وما هى رسالة الرب لى
وحتى نفهم رسالة الرب لابد ان نضع لك تعريف ايها المؤمن
انك الابن المقتنى لله بدم الكلمة المولود ليس من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ولدت ( يو1 : 4 ) فقد اقتناك ابن بدفنك مع المسيح فى المعمودية (كو ص2 : 12 ) فمن اقتنى البنوة لايعود يسميه الرب عبد (يو15:15 لا اعود اسميكم عبيد ) بل تدعون ابناء الله ( يو 11 : 52 )
لننظر وصية الله للعبيد بالناموس تثنية 5 : * 7 لا يكن لك الهة اخرى
خروج 20 : 3 لا يكن لك الهة اخرى امامي ..... 23 لا تصنعوا معي الهة فضة و لا تصنعوا لكم الهة ذهب
فهذه هى الوصية فى العبودية
اما فى البنوة بالعهد الجديد
فلا تتخذ من دون قانيك ابا او معلما لايكون هناك شريك لله فى ابوتك فلا يكون هناك خطية محببة انظر فانها هى ابوك وليس الله لايكون هناك احب اليك من الله فمن تحبه اكثر هو ابوك وليس الله (متى 10 : 37 من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني و من احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني)
فكما نهى ابناء اسرائيل عن اتخاذ الهه اخرى نهى اعضاء جسد الابن فى اتخاذ اب اخر
وكما عين لعبيدة قائمين وضع لابنائة ابوة مثل الخراف راعين رعية الرب اللتى اقامهم الروح القدس اساقفة و شفعاء لشعبه
لذلك فلنفحص اعماقنا لئلا يكون هناك ابوة اخرى غير ابوة الله مدققين فى كل فكر حتى نقيم الوصية العظمى تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك
معلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث
الاثنين، 27 ديسمبر 2010
الخميس، 2 ديسمبر 2010
ايلى ايلى صرخة وثلاث احاسيس
الهى الهى لماذا تركتنى
وردت هذه الاية كمقولة للسيد المسيح فى الاناجيل وووصفت بان الرب صرخ بصوت عظيم واسلم روحه
فى متى 27 : و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني* 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا* 48 و للوقت ركض واحد منهم و اخذ اسفنجة و ملاها خلا و جعلها على قصبة و سقاه
فى هذا الموقف نجد ثلاث احاسيس مختلفة اولها احساس المحيطين ثم مشاعر الرب المصلوب ثم ما يدور فى عقل قارىء الكتاب من احاسيس لذلك فلنتعمق فى تلك الاحاسيس ولنرى احاسيس المحيطين
فلنفحص فى اعماق المحيطين بالصليب الذين سمعوا صرخة بصوت عظيم حتى احتاروا فى هذه الصرخة هل هو ينادى ايليا ام ماذا تراه يقول كيف يتثنى لصوت من جسد مهان واهن ضعيف ان يسمع من احد و البعض يفهمة والبعض الاخر يفسره على انه ينادى ايليا اننى اظن ان الانسان قاسى القلب الذى اسرع فى ملء الاسفنجة خل انما هو منتظر نتائج على فعلته هذه فهو ظن انه نادى ايليا فعبثا حاول ان يزيد الامه لعله ياتى ايليا او زيادة فى الاستهزاء بالمصلوب فهذا التداخل جعله يهرول مسرعا بتصرف اهوج فى ملء الاسفنجة خلا ما بين الاستهزاء واستجداء النتائج فهذا هو حال المحيطين بالصليب فقد يبدوا ان هناك احاسيس مختلطة فى داخلهم ما بين استهزاء او انتظار نتائج فهذه هى احاسيس المحيطين المسلمين اذنهم للناموس باعدين قلبهم عن الله هيهات ان تدرك تلك الاحاسيس المسيا ولننظر احساس اخر
وهو احساس المصلوب
المصلوب ذو الجسد المتهرء من العذابات فهو لم يقوى على حمل الصليب فاستدعى الجنود القيروانى لحمله اى كانت الطريقة اللتى حمل بها القيروانى الصليب فهو دليل على حالة الاعياء الشديد اللتى تعرض لها الجسد المكرم باتحاد الاهوت ثم الالم المسامير فهى تصيب الانسان بالهبوط الحاد كنتيجة طبيعة لخروج المورفين الطبيعى من المخ لكى يتحمل الجسد الالم فما هذا المجهود الذى يفوق الوصف حتى يصرخ الرب بصوت عظيم علما بصعوبة التنفس فى وضع الصلب فقد صرخ بصوت عظيم قائلا الهى الهى لماذا تركتنى ولكى ندرك مجهود الرب فى الصرخة لو دققنا سوف نجد ان احد هؤلاء القوم ركض مسرعا لملء الاسفنجة والركض يدل على ان المحيطين كانت تفصلهم مسافة بينهم وبين الصليب ونلفت نظر القائد ان قوة الرياح قد تحول دون سماع الصوت احيانا وكل هذه المعطيات تدل على قوة الصرخة اللتى صرخها الجسد الوهن المزمع ان يحمل البشرية من الوحل الى السمو حتى ظن البعض انه ينادى ايليا فما هذه المحبة ايها المصلوب اللتى ترفع بها تضرعا عنا الى الذات الالهية الطالبة بالقصاص حتى فى وسط الامك هل احساسك هو المحبة العميقة للبشرية ام انه الحزن على البشرية مختلطا بالام جسدك اظن هذا كلة هى احاسيس الرب مختلطة
فيا متامل هذا الموقف يا قارىء الكتاب ما اهو احساسك
احبائى قد يحزن بعض رقاق القلوب من جهة حال الرب لدرجة انهمار الدموع نتيجة اشتعال روح الله فى اعماقهم معطيهم احساس بعدم الاستحقاق وهناك احاسيس لاناس اخرى قد تبدوا متبلدة صفراء غير مهتمة وهى اللتى قصدها الرب فى رؤية 3 : 15 انا عارف اعمالك انك لست باردا و لا حارا ليتك كنت باردا او حارا* 16 هكذا لانك فاتر و لست باردا و لا حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي*
وهناك من يحاربهم فكر ان السيد المسيح مجرد انسان عادى يخاطب الله من شدة الالم وهو انكار للاهوت السيد الرب
وللرد عليهم ولا اقصدان احاجج وانما للتوضيح من مفهوم عقيدى كامر مسلم به
فقد صرخ السيد الرب بصوت عظيم قائلا اي الهي الهي لماذا تركتني
فمن ناحية عقائدية هى تاكيد ان الالم وقع على الناسوت المتحد بالاهوت وذلك لان الطبيعة الناسوتية تتوافق مع الالم دون الطبيعة الاهوتية اللتى لا تتماشى مع المفاهيم الجسدانية فهى تتحكم ولكن لايقع عليها الفعل لعدم التوافق
وقول السيد الرب الهى الهى لما تركتنى فهى من صميم عملة الناسوتى لانه وان قال الهى الهى لما تركتنى بناسوتة فان الاهوت المتحد بالناسوت يعطى لا محدودية للقول وكان البشرية كلها تئن صارخة لله قا ئله الهى الهى لماذا تركتنى
وبهذا فيكون لنا شفيع واحد عندالاب يسوع المسيح البار 1يو 2:
ومذكرا اليهود بالمزمور 22
الهي الهي لماذا تركتني بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري* 2 الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدو لي* 3 و انت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل* 4 عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم* 5 اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا* 6 اما انا فدودة لا انسان عار عند البشر و محتقر الشعب* 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه و ينغضون الراس قائلين* 8 اتكل على الرب فلينجه لينقذه لانه سر به* 9 لانك انت جذبتني من البطن جعلتني مطمئنا على ثديي امي* 10 عليك القيت من الرحم من بطن امي انت الهي* 11 لا تتباعد عني لان الضيق قريب لانه لا معين* 12 احاطت بي ثيران كثيرة اقوياء باشان اكتنفتني* 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر* 14 كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط امعائي* 15 يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني* 16 لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي* 17 احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في* 18 يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون* 19 اما انت يا رب فلا تبعد يا قوتي اسرع الى نصرتي* 20 انقذ من السيف نفسي من يد الكلب وحيدتي* 21 خلصني من فم الاسد و من قرون بقر الوحش استجب لي* 22 اخبر باسمك اخوتي في وسط الجماعة اسبحك* 23 يا خائفي الرب سبحوه مجدوه يا معشر ذرية يعقوب و اخشوه يا زرع اسرائيل جميعا* 2
ففى المزمور يتضح العمل الكفارى للمسيح والشفاعة لدى الاب فنجد الكلمة المتشفعة فى الذات تقول بوحى من الروح على لسان داود المزمور مخاطبا الله شاكيا حال الانسان فى تردية الى اعماق الهاوية نتيجة الخطية فهناك حائل بين الله والانسان لا يستجيب حتى ولو ان الله جالس فى وسط تسبيحات بنى اسرائيل بالرغم من هذا فقد نجى الرب المتكلين عليه صرخوا فنجيتهم واما عن الاستجابة الكفارية فلا يستجيب ولكن هناك الايمان بالوعود الالهية لان الانسان اتكل على الرب فلينجه لانه اجتذبه من بطن امه وجعله مطمئن على ثدييها فارواحنا تطلب ان لا تتباعد فى الضيق لانه قريب
ثم انتقل الروح على لسان داود لوصف حالة الذبيحة نفسها وهو الكلمة المتجسد احاطت بي ثيران كثيرة اقوياء باشان اكتنفتني* 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر* 14 كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط امعائي* 15 يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني* 16 لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي* 17 احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في* 18 يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون* 19 واصفا حالة كنبوات صريحة عنه وعن الامه كرجل مختبر اوجاع فيعود الروح مرة اخرى ناطقا بشفاعة الكلمة ايضا عن البشرية 21 خلصني من فم الاسد و من قرون بقر الوحش استجب لي
فيكون فى الاخر للرب الارض وملؤها ويسبح الرب المخلصين باسمة الى اخر المزمور اخبر باسمك اخوتي في وسط الجماعة اسبحك فيجب علينا ان نرفع قلوبنا بالتسبيح بالروح القدس مع الكلمة الناطقة فى اعماق الوجود الالهى كقول الليتورجية شعبك وبيعتك يطلبون اليك وبك معك الى الاب قائلين ارحمنا يا الله الاب ضابط الكل ارحمنا يا الله مخلصنا ارحمنا يا الله ثم ارحمنا
وردت هذه الاية كمقولة للسيد المسيح فى الاناجيل وووصفت بان الرب صرخ بصوت عظيم واسلم روحه
فى متى 27 : و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني* 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا* 48 و للوقت ركض واحد منهم و اخذ اسفنجة و ملاها خلا و جعلها على قصبة و سقاه
فى هذا الموقف نجد ثلاث احاسيس مختلفة اولها احساس المحيطين ثم مشاعر الرب المصلوب ثم ما يدور فى عقل قارىء الكتاب من احاسيس لذلك فلنتعمق فى تلك الاحاسيس ولنرى احاسيس المحيطين
فلنفحص فى اعماق المحيطين بالصليب الذين سمعوا صرخة بصوت عظيم حتى احتاروا فى هذه الصرخة هل هو ينادى ايليا ام ماذا تراه يقول كيف يتثنى لصوت من جسد مهان واهن ضعيف ان يسمع من احد و البعض يفهمة والبعض الاخر يفسره على انه ينادى ايليا اننى اظن ان الانسان قاسى القلب الذى اسرع فى ملء الاسفنجة خل انما هو منتظر نتائج على فعلته هذه فهو ظن انه نادى ايليا فعبثا حاول ان يزيد الامه لعله ياتى ايليا او زيادة فى الاستهزاء بالمصلوب فهذا التداخل جعله يهرول مسرعا بتصرف اهوج فى ملء الاسفنجة خلا ما بين الاستهزاء واستجداء النتائج فهذا هو حال المحيطين بالصليب فقد يبدوا ان هناك احاسيس مختلطة فى داخلهم ما بين استهزاء او انتظار نتائج فهذه هى احاسيس المحيطين المسلمين اذنهم للناموس باعدين قلبهم عن الله هيهات ان تدرك تلك الاحاسيس المسيا ولننظر احساس اخر
وهو احساس المصلوب
المصلوب ذو الجسد المتهرء من العذابات فهو لم يقوى على حمل الصليب فاستدعى الجنود القيروانى لحمله اى كانت الطريقة اللتى حمل بها القيروانى الصليب فهو دليل على حالة الاعياء الشديد اللتى تعرض لها الجسد المكرم باتحاد الاهوت ثم الالم المسامير فهى تصيب الانسان بالهبوط الحاد كنتيجة طبيعة لخروج المورفين الطبيعى من المخ لكى يتحمل الجسد الالم فما هذا المجهود الذى يفوق الوصف حتى يصرخ الرب بصوت عظيم علما بصعوبة التنفس فى وضع الصلب فقد صرخ بصوت عظيم قائلا الهى الهى لماذا تركتنى ولكى ندرك مجهود الرب فى الصرخة لو دققنا سوف نجد ان احد هؤلاء القوم ركض مسرعا لملء الاسفنجة والركض يدل على ان المحيطين كانت تفصلهم مسافة بينهم وبين الصليب ونلفت نظر القائد ان قوة الرياح قد تحول دون سماع الصوت احيانا وكل هذه المعطيات تدل على قوة الصرخة اللتى صرخها الجسد الوهن المزمع ان يحمل البشرية من الوحل الى السمو حتى ظن البعض انه ينادى ايليا فما هذه المحبة ايها المصلوب اللتى ترفع بها تضرعا عنا الى الذات الالهية الطالبة بالقصاص حتى فى وسط الامك هل احساسك هو المحبة العميقة للبشرية ام انه الحزن على البشرية مختلطا بالام جسدك اظن هذا كلة هى احاسيس الرب مختلطة
فيا متامل هذا الموقف يا قارىء الكتاب ما اهو احساسك
احبائى قد يحزن بعض رقاق القلوب من جهة حال الرب لدرجة انهمار الدموع نتيجة اشتعال روح الله فى اعماقهم معطيهم احساس بعدم الاستحقاق وهناك احاسيس لاناس اخرى قد تبدوا متبلدة صفراء غير مهتمة وهى اللتى قصدها الرب فى رؤية 3 : 15 انا عارف اعمالك انك لست باردا و لا حارا ليتك كنت باردا او حارا* 16 هكذا لانك فاتر و لست باردا و لا حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي*
وهناك من يحاربهم فكر ان السيد المسيح مجرد انسان عادى يخاطب الله من شدة الالم وهو انكار للاهوت السيد الرب
وللرد عليهم ولا اقصدان احاجج وانما للتوضيح من مفهوم عقيدى كامر مسلم به
فقد صرخ السيد الرب بصوت عظيم قائلا اي الهي الهي لماذا تركتني
فمن ناحية عقائدية هى تاكيد ان الالم وقع على الناسوت المتحد بالاهوت وذلك لان الطبيعة الناسوتية تتوافق مع الالم دون الطبيعة الاهوتية اللتى لا تتماشى مع المفاهيم الجسدانية فهى تتحكم ولكن لايقع عليها الفعل لعدم التوافق
وقول السيد الرب الهى الهى لما تركتنى فهى من صميم عملة الناسوتى لانه وان قال الهى الهى لما تركتنى بناسوتة فان الاهوت المتحد بالناسوت يعطى لا محدودية للقول وكان البشرية كلها تئن صارخة لله قا ئله الهى الهى لماذا تركتنى
وبهذا فيكون لنا شفيع واحد عندالاب يسوع المسيح البار 1يو 2:
ومذكرا اليهود بالمزمور 22
الهي الهي لماذا تركتني بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري* 2 الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدو لي* 3 و انت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل* 4 عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم* 5 اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا* 6 اما انا فدودة لا انسان عار عند البشر و محتقر الشعب* 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه و ينغضون الراس قائلين* 8 اتكل على الرب فلينجه لينقذه لانه سر به* 9 لانك انت جذبتني من البطن جعلتني مطمئنا على ثديي امي* 10 عليك القيت من الرحم من بطن امي انت الهي* 11 لا تتباعد عني لان الضيق قريب لانه لا معين* 12 احاطت بي ثيران كثيرة اقوياء باشان اكتنفتني* 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر* 14 كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط امعائي* 15 يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني* 16 لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي* 17 احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في* 18 يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون* 19 اما انت يا رب فلا تبعد يا قوتي اسرع الى نصرتي* 20 انقذ من السيف نفسي من يد الكلب وحيدتي* 21 خلصني من فم الاسد و من قرون بقر الوحش استجب لي* 22 اخبر باسمك اخوتي في وسط الجماعة اسبحك* 23 يا خائفي الرب سبحوه مجدوه يا معشر ذرية يعقوب و اخشوه يا زرع اسرائيل جميعا* 2
ففى المزمور يتضح العمل الكفارى للمسيح والشفاعة لدى الاب فنجد الكلمة المتشفعة فى الذات تقول بوحى من الروح على لسان داود المزمور مخاطبا الله شاكيا حال الانسان فى تردية الى اعماق الهاوية نتيجة الخطية فهناك حائل بين الله والانسان لا يستجيب حتى ولو ان الله جالس فى وسط تسبيحات بنى اسرائيل بالرغم من هذا فقد نجى الرب المتكلين عليه صرخوا فنجيتهم واما عن الاستجابة الكفارية فلا يستجيب ولكن هناك الايمان بالوعود الالهية لان الانسان اتكل على الرب فلينجه لانه اجتذبه من بطن امه وجعله مطمئن على ثدييها فارواحنا تطلب ان لا تتباعد فى الضيق لانه قريب
ثم انتقل الروح على لسان داود لوصف حالة الذبيحة نفسها وهو الكلمة المتجسد احاطت بي ثيران كثيرة اقوياء باشان اكتنفتني* 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر* 14 كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار قلبي كالشمع قد ذاب في وسط امعائي* 15 يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني* 16 لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي* 17 احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في* 18 يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون* 19 واصفا حالة كنبوات صريحة عنه وعن الامه كرجل مختبر اوجاع فيعود الروح مرة اخرى ناطقا بشفاعة الكلمة ايضا عن البشرية 21 خلصني من فم الاسد و من قرون بقر الوحش استجب لي
فيكون فى الاخر للرب الارض وملؤها ويسبح الرب المخلصين باسمة الى اخر المزمور اخبر باسمك اخوتي في وسط الجماعة اسبحك فيجب علينا ان نرفع قلوبنا بالتسبيح بالروح القدس مع الكلمة الناطقة فى اعماق الوجود الالهى كقول الليتورجية شعبك وبيعتك يطلبون اليك وبك معك الى الاب قائلين ارحمنا يا الله الاب ضابط الكل ارحمنا يا الله مخلصنا ارحمنا يا الله ثم ارحمنا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)