سفر طوبيا يجسد قصة رجل يعتبر من اهم رجال العهد القديم رمزا للمسيح فى حمل الخطية والنجاسة ولعل الموضوع لايركز كثيرا على هذه النقطة ولكن وجب التنويه عنها لقد اقرت الشريعة بان كل من يمس ميت فهو نجس الى المساء ولو تاملنا فى حياة طوبيا الاب نجد انه يوميا يقوم بتكفين وحفظ موتى بنى اسرائيل مفتقدا اياهم فى ضيقاتهم ومماتهم لم يمض يوما الا وكفن طوبيا رجلا او اكثر فى الخفاء فلقد حمل طوبيا كل نجاسة الاموات من الشعب ساترا اياهم وحمل المسيح ايضا كل نجاسة البشرية ساترا موتهم الابدى الذى هو الخطية الجدية
بعد هذه المقدمة نجد ان هناك قصة فى السفر تجعل الكثيرين يتسائلون وهى ان طوبيا الابن راى حوتا مزمعا ان يبتلعة فارشده الملاك رافائيل الى ان يسحبه من خيشومه ويقوم بشق بطنه ويحتفظ بقلب الحوت اى الموجود داخله من كبد ومرارة لان المرارة تشفى العمى (من سفر طوبيا ص 6 :1 و خرج ليغسل رجليه فاذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه* 3 فارتاع طوبيا و صرخ بصوت عظيم قائلا يا مولاي قد اقتحمني* 4 فقال له الملاك امسك بخيشومه و اجتذبه اليك ففعل كذلك و اجتذبه الى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه* 5 فقال له الملاك شق جوف الحوت و احتفظ بقلبه و مرارته و كبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد* 6 ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فاخذا للطريق و ملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما الى ان يبلغا راجيس مدينة الماديين 7 ثم ان طوبيا سال الملاك و قال له نشدتك يا اخي عزريا ان تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الاشياء التي امرتني ان اذخرها من الحوت* 8 فاجابه الملاك قائلا اذا القيت شيئا من قلبه على الجمر فدخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان او امراة بحيث لا يعود يقربهما ابدا* 9 و المرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرا)
وتتوالى احداث القصة الى ان يتزوج ابنه عموموته ويحرق كبد الحوت فيقبض الملاك على الشيطان ويربطه فى برية مصر (ص 8 :2 فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد و القاها على الجمر المشتعل* 3 حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان و اوثقه في برية مصر العليا)
ثم يعود الى بلدته ويضع من مرارة الحوت على عينى طوبيا والده فيبراء فى من العمى
(13ص11: فاخذ طوبيا من مرارة الحوت و طلى عيني ابيه* 14 و مكث مقدار نصف ساعة فبدا يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض* 15 فامسكها طوبيا و سحبها من عينيه و للوقت عاد الى طوبيا بصره)
وحقيقة اخوتى الاعزاء فان فى هذه القصة اعتراض من معترضين وراساة الهية الى المثقلين بالحروب الروحية
اولا الاعتراض
فمثلا الاعتراض ياتى هل لو اتينا بكبد حوت حاليا يمكن ان يطرد شيطانا وهل تؤثر المادايا فى اللا ماديات وهل يمكن ان مرارة الحوت تشفى من العمى ويكون الرد بسيط جدا انه فى ص 6 : 7 عندما قال الملاك لطوبيا ان يشق بطن الحوت ويحتفظ باحشائة فانهما يوضعان على النار فترض الشياطين وان المرارة تشفى العيون ذات العمى فان ذلك بمثابة بركة منحت من الرب عن طريق الملاك لهذه الاشياء لكى تقوم بذلك العمل كما منح الحية النحاسية البركة بحيث ان كل من ينظر اليها يبراء من سم الحية فى ايام موسى النبى عدد 21 : 8 فانه بركة الرب اللتى اعطاها فبراء كل من نظر الى الحية النحاسية ولنر مثلا ايام اليشع عندما اكل بنو الانبياء من السليقة اللتى بها قثاء برى فشعروا بالسم فيها فقالول هناك موت يا رجل الله فنثر اليشع دقيقا فى الاناء فابطل الموت لذلك فهى بركة الرب اللتى منحها رجل الله الى هذا الدقيق فتطهر الاناء وبراء بنوا الانبياء
اما عن الرسالة
فهناك رسالة واضحة قد سبق وبلغها الرب للبشرية حينما بلغ قايين ان هناك خطية رابضة وانت تسود عليها
انظر لو ان التجربة سوف تبتلعك ثق ان ملاك الرب حال حولك بل روح الرب تحيطك اسحب هذه التجربة من مائها الى يابستك الى المقاومة اللتى بداخلك انظر ما بداخل التجربة انه فكر شرير انه هناك امر يستحيل حله فلتصبر فان صبرك وايمانك سوف يشق بطن التجربة انه رائحة احشاء الحوت اصبر حتى تحرقها تقتنى خلاصا واكليلا اترك مرارة التجربة فى حواسك تتفتح بصيرتك وتقتنى افرازا
الف شكر
قصه جميله ومعبره جدا
ردحذف