سفر يونان من الاسفار التعليمية اكثر منها نبوية لانه يحكى قصة اكثر من نبوة فالنبوة فقط فى هذا السفر هى ( بعد اربعين يوما تنقلب نينوى ) والحق اشهد ان الكثيرون ابدعوا على مر التاريخ فى عرض خطاء يونان النبى وتوبة نينوى ورد الرب على يونان من خلال قصة اليقطينة والحق اقول لكم ان هناك شخصية عظيمة جدا بخلاف يونان فى هذا السفر انه الملك العظيم ملك نينوى الذى هو ملك اشور لان نينوى عاصمة اشور لمدة عدة قرون فاي كان حدود ملكه فهو رمز لاعظم توبة فى التاريخ لانه انسان له سلطان وترف و غنى وكل ذلك هى طرق مؤدية للاستباحة لفكل ذلك يجعل الحكيم يقع تحت الاغواء فان كان الغنى قد يقسى القلب فى الناس الذين يقعوا تحت معرفة الناموس الالهى فكم بالحرى من يقعون تحت سيطرة مجتمعات وثنية استباحية وقد شهد الرب نفسه بعظم الشر لهذه المدينة انه بعد اربعين يوما تنقلب نينوى فيالعمق خطيه هؤلاء القوم فكيف هو حال ملكهم والجميع تحت سلطته والجميع مستعد للاثم والخطية فانى اعتقد انه كان يتجرع الاثم كما يتنفس الهواء فياله من قلب مظلم مغلق ماسور بسواد الخطية عجبا هل يمكن ان تصغى تلك القلوب الى كلمة غريب فما هذا الانسان الغريب الداخل الى عاصمة المملكة المنادى بالخراب فمن ينظر الى قوة فساد يدرك ان القلوب عمياء قد تنظر الى ذلك الغريب باستهزاء او لا مبالاه فكيف لهذا الشعب المتشهى ان يقتنى التوبة والعفة ولنقراء ما قاله روح الرب عن هذا الشعب وهذا الملك الذى ارتضى ان يتذلل بعد تنعم
فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد و نادى و قال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى* 5 فامن اهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم* 6 و بلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد* 7 و نودي و قيل في نينوى عن امر الملك و عظمائه قائلا لا تذق الناس و لا البهائم و لا البقر و لا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء* 8 و ليتغط بمسوح الناس و البهائم و يصرخوا الى الله بشدة و يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و عن الظلم الذي في ايديهم* 9 لعل الله يعود و يندم و يرجع عن حمو غضبه فلا نهلك* 10 فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه*
عجيب انت الهى ما ابعد احكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصا كيف اعددت هذه القلوب لتقبل كلمة يونان النبى كيف اعددت قلب هذا الملك فالكل لا يمنع الاثم عنه لارضاءه عجيبة هى طرقك الهى فبينما ملوك اسرائيل سلكت فى طريق يربعام سلك ملك الامم فى طريق داود لم يرى نار تنزل من السماء لتقبل الذبيحة كا اخاب ملك اسرائيل لم يقسم الرب المملكة ويعطيها اياه كيربعام حقا الهى ياتى من المشارق و المغارب يتكئون فى احضان ابراهيم فكما تخاطب اليتورجية اللص اليمين قائلة ايها اللص الطوباوى ماذا رايت وماذا ابصرت حتى صرخت قائلا اذكرنى يارب متى جئت الى ملكوتك انى اتوجه اليك ايها الملك العظيم قائلا ايها الملك التائب ماذا رايت وماذا ابصرت وماذا ادركت لكى تتذلل لكى تتغلب على شهواتك وتدرك الرب فلا شك ان الرب اعد تلك النفس جيدا لانه حتى فى قمة الانغماس الشهوانى لا تبخل الهى فى الاعداد حتى تاتى لحظة يسمع فيها من فى قبور الخطية صوتك فاما يقوم الانسان الى التوبة او يقوم الى الانغماس فى الخطية فانظر اخى الحبيب ان كنت ساكن فى قبور الخطية انتبه الى الصوت لتكن قيامتك من هذا القبر الى التوبة لتلقى بنفسك امامة و تحاسب نفسك التذلل الذى هو مسوح الروح فقط القى نفسك فسينتشلك من الخطية القى نفسك ولا تنظر الى الوراء لئلا تصير عمود ملح القى نفسك حين تتلقى الصوت الالهى و ثق فى الذى صنع الخلاص ان كل شىء مستطاع لدية حتى ولو كنت خارج من قبرك كالقرمز تبيض مثل الصوف تحية اليك يا ملك نينوى لان توبتك اعظم توبة لانه من جهالة ان توبتك هى اعظم من توبة ابينا سليمان لانه اخطاء وهو فى حكمة اما انت ايها الملك فاخطائت و انت فى الجهل حقا ما اعظمك الهى يا من تبحث عن خلاص الجميع حتى فى الساعة الحادية العشر ليس كذلك فقط بل قبلت اللص فى الهزيع الاخير من الليل اقبلنا الهى و اقبل قلوبنا النسحقة امامك هاهى قلوبنا منسحقة امامك لتعدها كما اعددت قلب ملك وشعب نينوى حقا الهى قدام وجهك من يقيم ترسل كلمتك فياتى قولك سريعا جدا فلتكن يدك الهى لخلاصنا ببركة صوم نينوى وبركة توبة ملك واهل نينوى امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق