لم استطع مقاومةرغبتى فى محاكمة يفتاح الجلعادى لذبحة ابنته ولكنى وجدت ان يفتاح لا يحتاج الى محاكمة بل الى دارسة فى شخصية لها تجارب فى الحياة قد تكون ظلمت من كثيرين
ووجدت انه انه لمن المحير دراسة هذه الشخصية فكثيرون قد ينتقدوه على ذبح ابنته مخالفا لتعاليم الرب وقد صار هذا الامر مكرهة للرب من بعض الشعوب ومن يسترسل فى قراءة الكتاب يرى غضب الرب على ملوك يهوذا واسرائيل لمجرد اجازة ابنائهم فى النار وقد يتحامل عليه قارىء سفر القضاه لان السفر يذكر ان روح الرب حل عليه فى قضاه 11 : 29 كيف يقدم على هذه الفعلة ولكن نجد ان صموئيل النبى بعده بسنوات كثيرة يعده من الرسل الذين ارسلهم الرب لخلاص اسرائيل 1صم 12 : 11 (فارسل الرب يربعل و بدان و يفتاح و صموئيل و انقذكم ) وهو من القليلين الذين ذكرهم لسان العطر معلمنا بولس الرسول فى رسالته للعبرانيين 11 : 32 ( و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون ويفتاح و داود و صموئيل و الانبياء) مساويا اياه مع داود والانبياء فكان لابد ان نترك التحامل جانبا ونضع هذه الشخصية تحت الميكروسكوب
يذكر الكتاب ان يفتاح هو احد ابناء جلعاد من امراءة زانية ويقال انها زوجة ولكن اممية او زانية معروفة ولكنى ارى ان الراى الاول قد يجانبه الصواب فلو ان امه محترفة الزنا لكان اباه تشكك فى نسبه هو والمجتمع ولكن نرى المجتمع معترفا به انه الجلعادى لاصقين كنية والده به
ويذكر عنه سفر القضاه انه كان جبار باس وقد يكون هو بكر جلعاد الذى ذكرت عنه بعض المصادر انه قضى لبنى اسرائيل ولكن لايوجد دليل كتابى لقضاءه اما بالنسبة لبكورية يفتاح نستند الى سفر القضاه 11 : 1 و 2 (و كان يفتاح الجلعادي جبار باس و هو ابن امراة زانية و جلعاد ولد يفتاح* 2 ثم ولدت امراة جلعاد له بنين ) مما يدل على بكوريته و يبدو ان هذه الشخصية لم تصاب بصغر النفس نتيجة ظروف معيشته فى بيت مضطهدا من اخوته ويبدوا انه كان محط انظار الجميع لجبروته مميزا عن اخوته لذلك عايروه بعد بنسب امه ورفضوا توريثه اما مسالة عدم توريثه تؤكد الراى بان امه امميه وحتى حديث اخوته فى رفضهم التوريث لم يلصقوا بامه الزنا ولكن قالو لاترث معنا لانك ابن امراءه اخرى قض11 : 2 (فلما كبر بنو المراة طردوا يفتاح و قالوا له لا ترث في بيت ابينا لانك انت ابن امراة اخرى) مما يدل على ان امه كانت غريبة عن الجماعة لذلك فان اغلب الظن انها امميه لذلك يبدوا انه لم يوجد ثمة احد يعرفه شرائع وطرق الرب بل عرف الرب مما تردد عنه من الظروف المحيطه ولكن لم يتلامس معه ولم يذكر عنه الكتاب سقطة عبادة الهه اخرى وقد نقابل شخصيات كثيرة فى حياتنا اليومية مثل يفتاح غير مثقفين دينيا ولكن مستقيمين بالفطرة والمعرفة البسيطة وهذا ما كان عليه بطلنا ويذكر عنه
ثم هرب من وجه اخوته الى ارض طوب وهى مملكة صغيرة ارامية الى جوار ارض جلعاد ونظرا لجبروته احاط به اناس بطالون ويبدوا ان شهرة جبروته شاعت فى المنطقة مما جعل رؤساء جلعاد يلجاؤن اليه للخلاص من بنى عمون قض 11 : 5 ( لما حارب بنو عمون اسرائيل ذهب شيوخ جلعاد لياتوا بيفتاح من ارض طوب* 6 و قالوا ليفتاح تعال و كن لنا قائدا فنحارب بني عمون* ) وهنا نعاتب رؤساء جلعاد لالتجئهم للحل الارضى وهو الجوء لرجل جبار باس رئيس لمجموعة من البطالين ولم يلجاؤا للرب ولكن الرب رفع ذلك الباس من المزبلة مجلسا اياه على راس رؤساء الشعب ويبدوا انه كان منتظر لحظة عبور الرب الى نفسة فيذكر عنه الكتاب انه بعد ان صار رئيسا للشعب فتكلم يفتاح بجميع كلامه امام الرب في المصفاة وكانه بركان انفجر ساكبا نفسه امام الرب
ونجد فى تصرفة بان ارسل الى ملك عمون بعد ان صار قاضى الشعب رسلا قاءلا ما لي و لك انك اتيت الي للمحاربة في ارضي قض 11 : 12 وهو تصرف لانسان حكيم متعلم من الايام لكى يعرف هدف محاربه فاعلن ملك عمون عن هدفه فى قض 11 : 13 (فقال ملك بني عمون لرسل يفتاح لان اسرائيل قد اخذ ارضي عند صعوده من مصر من ارنون الى اليبوق و الى الاردن فالان ردها بسلام*) وهنا ايضا نجد طول اناة ذلك الانسان المجرب فى الحياة بان ارسل الى الملك مرة اخرى شارحا له ما حدث قض 11 : ( 15 و قال له هكذا يقول يفتاح لم ياخذ اسرائيل ارض مواب و لا ارض بني عمون* 16 لانه عند صعود اسرائيل من مصر سار في القفر الى بحر سوف و اتى الى قادش* 17 و ارسل اسرائيل رسلا الى ملك ادوم قائلا دعني اعبر في ارضك فلم يسمع ملك ادوم فارسل ايضا الى ملك مواب فلم يرض فاقام اسرائيل في قادش* 18 و سار في القفر و دار بارض ادوم و ارض مواب و اتى من مشرق الشمس الى ارض مواب و نزل في عبر ارنون و لم ياتوا الى تخم مواب لان ارنون تخم مواب* 19 ثم ارسل اسرائيل رسلا الى سيحون ملك الاموريين ملك حشبون و قال له اسرائيل دعني اعبر في ارضك الى مكاني* 20 و لم يامن سيحون لاسرائيل ان يعبر في تخمه بل جمع سيحون كل شعبه و نزلوا في ياهص و حاربوا اسرائيل* 21 فدفع الرب اله اسرائيل سيحون و كل شعبه ليد اسرائيل فضربوهم و امتلك اسرائيل كل ارض الاموريين سكان تلك الارض* 22 فامتلكوا كل تخم الاموريين من ارنون الى اليبوق و من القفر الى الاردن* 23 و الان الرب اله اسرائيل قد طرد الاموريين من امام شعبه اسرائيل افانت تمتلكه* 24 اليس ما يملكك اياه كموش الهك تمتلك و جميع الذين طردهم الرب الهنا من امامنا فاياهم نمتلك* 25 و الان فهل انت خير من بالاق بن صفور ملك مواب فهل خاصم اسرائيل او حاربهم محاربة* 26 حين اقام اسرائيل في حشبون و قراها و عروعير و قراها و كل المدن التي على جانب ارنون ثلاث مئة سنة فلماذا لم تستردها في تلك المدة* 27 فانا لم اخطئ اليك و اما انت فانك تفعل بي شرا بمحاربتي ليقض الرب القاضي اليوم بين بني اسرائيل و بني عمون) و من هنا نجد ان الرجل محب للسلام كاره الدماء مناقشا عدوه مفاوضا اياه ثم ما لبث ملك عمون ان رفض كل ذلك ولم يسمع ليفتاح فنج ان روح الرب حل على يفتاح فحارب بنى عمون وكان قد نذر ان يقدم ذبيحة للرب هى اول شخص يجده خارجا للقاءة وهذه هى النقطة التى تؤخذ على يفتاح وهى تقدمة الذبيحة البشرية فلابد ان خرج النذر من فمه وهو غير مدرك ان الرب يكره هذه الذبائح وهى قبيحة فى عينية فحدثت المفاجاءة بان خرجت وحيدته بالدفوف لملاقاته منتصرا قض 11 : (34 ثم اتى يفتاح الى المصفاة الى بيته و اذا بابنته خارجة للقائه بدفوف و رقص و هي وحيدة لم يكن له ابن و لا ابنة غيرها* 35 و كان لما راها انه مزق ثيابه و قال اه يا بنتي قد احزنتني حزنا و صرت بين مكدري لاني قد فتحت فمي الى الرب و لا يمكنني الرجوع* 36 فقالت له يا ابي هل فتحت فاك الى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما ان الرب قد انتقم لك من اعدائك بني عمون* 37 ثم قالت لابيها فليفعل لي هذا الامر اتركني شهرين فاذهب و انزل على الجبال و ابكي عذراويتي انا و صاحباتي* 38 فقال اذهبي و ارسلها الى شهرين فذهبت هي و صاحباتها و بكت عذراويتها على الجبال* 39 و كان عند نهاية الشهرين انها رجعت الى ابيها ففعل بها نذره الذي نذر و هي لم تعرف رجلا فصارت عادة في اسرائيل*) ولكن اقول ان بر يفتاح يماثل بر ابينا ابراهيم لان ابونا ابراهيم لم يشفق على وحيده ولكن الرب انقذه اما يفتاح فعند خروج نذره من فمة ذهبت ابنته شهران تبكى شبابها وانى لاضع نفسى مكانه فهو كان يموت يوميا فى فترة الشهرين وكيف لم يتغير قلبه حيث ان الانسان ضعيف بطبعة وتكفى لحظات لاى انسان كى يحنث فى وعوده لذلك كم هو عظيم برك وايمانك ايها الجبار ومن عرف بنذرك سوى نفسك ولم تعلنه امام احدا كان يمكن ان تحنث ولا احد يعرف انه برك العظيم وايمانك الاعظم وامانتك مع روح الرب الذى حل عليك ويبدوا ان الامانة كانت اساس بيتك فلم تعترض ابنتك او تستعطفك بل قبلت ان تقدم ذبيحة للرب و انى لصغير النفس امام هذه الفتاه اللتى انفردت بانها هى الذبيحة الوحيدة البشرية اللتى قدمت للرب وانى اتامل منظرها فى السماء سابقة والدها فى تسبيح الجالس على العرش وكم تمنيت كثيرا ان اعرف اسم هذه الفتاه لكى اتشفع بها ولكنى اثق انها تشعر بما يدور فى اعماق نفسى
لذلك قال معلمنا بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين انه يعوزه الوقت لكى يكتب عن بر عظماء العهد القديم ومنهم يفتاح الجلعادى عبرانيين 11 : 32
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق