لفت نظرى هذه الايات من سفر الحكمة ورايت فيها ايدولوجية وفكر رؤساء شعب بنى اسرائيل لانهم اتخذوا من الناموس والشريعة قوتهم فى ارشاد الشعب ولم يلتجئوا الى الرب بكل قلوبهم ففى هذا يكون تمسكهم بالناموس صورى كقوة تبدوا امام الشعب (لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا ) هذه هى صورة رؤساء الشعب و قد تنباء انبياء كثيرون عن رؤساء الشعب فى تلك الفترة كما ورد فى حز 22 : 27
ومن سفر الحكمة (و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا .و لنكمن للصديق فانه ثقيل علينا يقاوم اعمالنا ويقرعنا على مخالفتنا للناموس ويفضح ذنوب سيرتنا .يزعم ان عنده علم الله ويسمي نفسه ابن الرب .و قد صار لنا عذولا حتى على افكارنا .بل منظره ثقيل علينا لان سيرته تخالف سيرة الناس وسبله تباين سبلهم .قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس ويغبط موت الصديقين ويتباهى بان الله ابوه .فلننظر هل اقواله حق ولنختبر كيف تكون عاقبته .فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره وينقذه من ايدي مقاوميه .فلنمتحنه بالشتم والعذاب حتى نعلم حلمه ونختبر صبره .و لنقض عليه باقبح ميتة فانه سيفتقد كما يزعم . حك 2 : 11 - )
تلك الايات تبين لنا كيف كان يرى رؤساء الشعب رب المجد لانه كان يتكلم بمن له سلطان فلم تتماشى تعاليمه مع هؤلاء لاتكالهم على حرفية التفكير متفلسفين ومتعمقين فى الحرف وليس التعليم فتولد من ذلك فيهم ان يكونوا حكماء فى اعين انفسهم ولكن عميان القلب من فلسفة الحرف
فحدث بينهم شقاق ما بين مؤيد ومعارض وحتى المخالف قد صار الرب له عذولا على افكاره مبكتا اياه فى ضميره ونظرا لان سيرة الرب وتعاليمة كانت تظهر عدم امانتهم وكيف يحملون الناس احمالا ولا يزحزحونها باصبعهم وقد لا يلتزمون بها ولكن كان هناك فرقان منهم لاختبار الرب منهم من كان يريد الخلاص كنقوديموس الذى اختبر متخفيا فكفن مجاهرا ومنهم من كان يريد القضاء عليه حتى لاينافسة احد فى رئاسته للشعب وهؤلاء الذين راو قوة الرب فلم يلتفوا حوله بل عارضوه لاجل السبت مبتعدين عنه لو كانوا بنو النور لكانوا ذابوا فى هذا النور الالهى المشرق عليهم ولكن ابتعدوا بعيدا عن النور جامحين بخيول الحرف وقد تمت عليهم نبوة حزقيال النبى حيث شهد عنهم انهم ذئاب حز 22 (رؤساؤها في وسطها كذئاب خاطفة ) لان الذئب هو من يهرب من النور فى كل هذا كانوا يختبرونه ثم غيروا فكرهم من ناحية الاختبار بان ارادوا التخلص منه مجربين اياه باعذاب والشتم مختبرينه مهيجين شعب اعمى برؤساءة حاكمين عليه بابشع ميته معييرين اياه ان ياتى ابوه لينقذه لم يدركوا بكبريائهم ان دور الاب هو قبوله كذبيحة وغايته هوخلاصهم وليس خلاصه وقد ختم روح الرب على لسان ابينا سليمان موقفهم بهذه الاية حك 2 : 21هذا ما ارتاوه فضلوا لان شرهم اعماهم* 22 فلم يدركوا اسرار الله و لم يرجوا جزاء القداسة
فهذه نبوة صريحة عما كان يدور فى افكار رؤساء الشعب من جهة السيد المسيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق