الشفاعة
لقد اخذت الشفاعة حيز كبير جدا فى الحورات الاهوتيه وكلما تقال شفاعة نجد مئات المعارضين لهذا الركن الايمانى مرددين الاية التى تقول فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار من رسالة معلمن يوحنا الاولى الاصحاح الثانى واقد قسم الايمان الارثوذكسى الشفاعة الى قسمان الشفاعة الكفارية والشفاعة التوساية
اما عن مفهوم الشفاعة عموما فهى طلب الحاحى او سؤال الحاحى من شخص الى شخص اخر عن شىء معين
وهى تتطلب ان يكون الطالب ذو قيمة عند المطلوب منه وهذا ما يدور فى فكراى منا عن مفهوم الشفاعة
ناتى الى النوع الاول وهو الشفاعة الكفارية
وهى المقصود بها شفاعة الابن لدى الاب فى خلاص من هم على صورة الابن ولما كان الابن هو النطق العاقل او عقل الله وحكمة الله وكأن عقل الله ينبض فى اعماق الله ليغفرلنا خطايانا ويتجاوز عن اثامنا وهذا ما اشعر به نجاه الشفاعة الكفارية اللتى هى محبة الله للبشر ان ينبض فكره بمغفرة خطايانا فيرضى الله بهذا كل الرضا مهيمنا علينا بروحه تسكن فى اعماقنا ونكون كلنا من الله وفى الله
اما عن النوع الثانى وهى الشفاعة التوسلية
وهى محل الخلاف بين بعض الطوائف اللتى ثارت على كل ما هو ايمانى واعادت صياغته وقد تكون الشفاعة التوسلية محل نقد وذلك لان هذه الطوائف المعترضة عانت تاريخيا من بعض التجاوزات لقيادات كنسية لم تكن على المستوى الروحى للقيادة فوجدوهم مثلا يبيعون المغفرة وعلاقات القديسين مع المؤمنين كانت تخضع لهذه السياسات فما كان من الاخوة الاحباء ان تمردوا واصاغوا مفاهيم كثيرة قد نتفق معهم فى بعضها ونختلف فى بعضها اهمها الشفاعة التوسلية
ونعود اى موضوعنا وهو الشفاعة التوسلية وهى سؤلات وطلبات القديسين عنا امام الرب هل هى موجوده فعلا ام غير موجودة ولكى نقول بان شفاعة القديسين موجودة نسال بعضنا هذه الاسئلة
هل يمكن ان نصلى نحن الاحياء من اجل الاحياء وهل الرب يستجيب
هل يمكن ان يتخاطب المنتقلين
هل يتخاطب المنتقلين مع الرب وهل يسالوه عن الامجاهدين سواء خيرا او شرا
هل يطلب السمائيين مثل الملائكة من الرب اى شىء عن الارضيين
هل يمكن ان نصلى من اجل المنتقلين
قبل ان نجيب على هذه الاسئلة لابد ان نعرف اننا نحن الكنيسة اللتى هى جماعة المؤمنين وتنقسم الكنيسة الى قسمان غير منفصلان هى الكنيسة المجاهدة اللتى تجمع الارضيين فى صلاتهم وجهادهم والكنيسة المنتصرة اللتى تجمع نفوس المنتقلين الذين ارضوا الرب ولا يمكن فصل الكنيسة المجاهده عن المنتصرة لان الكنيسة واحده وهى جسد الرب فحاشا ان يقسم جسد الرب لانه واحد لذلك نجد الاجابة على السؤال الاول هل نصلى نحن الاحياء من اجل بعض وهل الرب يستجيب لننظر ابانا ابراهيم محاججا الرب عن سدوم الا يهلكها لئلا يهلك البار مع الاثيم عسى ان يكون خمسون بارا بها وانتهى الحوار ان الرب قد لا يهلكها ان وجد بها عشرة حتى ان الرب خلص منها ثلاث ابرار من اجل ابراهيم (تك 18)
كيف ان الرب رجع عن حمو غضبه عن شعب الله بصلوات موسى رجل الله (تك32) كيف ان الرب صفح عن اصحاب ايوب بصلاته عنهم ونلاحظ انه كان شرط الرب ان يصفح عنهم هو ان يصلى ايوب عنهم ويرفع ذبائح
ايوب( 42 :7) وهناك امثلة كثيرة فى العهد القديم مثلا سفر باروخ الاصحاح الاول (و صلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا و لم يرتد سخط الرب و غضبه عنا الى هذا اليوم)
اما فى العهد الجديد فنجد ايات كثيرة وهى امر الهى ان يصلى المؤمنون بعضهم لاجل بعض يعقوب 5 : 16صلوا بعضكم لاجل بعض و كو4 مصلين في ذلك لاجلنا نحن ايضا ليفتح الرب لنا بابا للكلام لنتكلم بسر المسيح الذي من اجله انا موثق ايضا و تسالونيكى1 ص5 25 ايها الاخوة صلوا لاجلنا
اذن الصلاة والشفاعة من اجل الاحياء واجب ايمانى غير محتاج اثبات وهو من اساسيات الايمان
نأتى للسؤال الثانى هل يمكن ان يتخاطب المنتقلين
وهذا يجاوبه مثل الغنى ولعازر (لوقا ص 16) لننظر ثمة حديث بين الغنى وابو الاباء برغم الهوة العظيمة اللتى بينهم مجرد استماع ابونا ابراهيم الى الغنى واجابته عن عن كل سؤال وطول اناه ابو الاباء يدل على ان ابو الاباء قد يتدخل فى اشياء لدى الرب لو لم يرى الغنى ذلك ما صرخ متشفعا او طلب عن اخوته او طلب لعازر يبلل لسانه
ناتى للسؤال الثالث هل يتخاطب المنتقلين مع الرب وهل يسالوه عن الامجاهدين سواء خيرا او شرا
لننظر ما قاله الرب لارميا النبى عن خطايا الشعب اللتى لن تغفر وان الرب لن يرجع فى قراره حتى لو حدث ان وقف امامه صموئيل او موسى ارميا 15 (1ثم قال الرب لي و ان وقف موسى و صموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا) وقد رفع الرب العقاب عن سليمان من اجل داود حيث قسم المملكة بعد مماته فى ملوك 1ص 11 (11 فقال الرب لسليمان من اجل ان ذلك عندك و لم تحفظ عهدي و فرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا و اعطيها لعبدك* 12 الا اني لا افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها*) فان قديسين الرب لهم منزلة لدى الرب ولكن هل يسمع منهم هل هناك اتصال بين الابرار والرب لنقراء هذه الاية اللتى وردت فى رؤيا ص 6 ( 10 و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض) هل تم الرد عليهم نعم تم الرد فى نفس الاصحاح لية 11 (قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم) اذن هناك حوار قد يور بين المنتصرين والرب من اجل الارضيين فلماذا اذن نرفض فكرة صلوات القديسين من اجل المجاهدين لماذا ترفض الشفاعة و الحوار السماوى مفتوح وهنا نسال السؤال الرابع
هل يطلب السمائيين مثل الملائكة من الرب اى شىء عن الارضيين
نعم وهو واضح جدا فى الكتاب بل ويستطيعون ان يهبونا ما يستطيعون وهو واضح فى رؤيا ص (نعمة لكم و سلام من الكائن و الذي كان و الذي ياتي و من السبعة الارواح التي امام عرشه* ) فان السبعة ارواح يستطيعون ان يهبونا السلام
اذن هناك حوار مفتوح بين السمائيين والرب يمكن من خلاله ان ننال السلام اذن هى الشفاعة بعينها وحيث ان المنتصرين من الكنيسة الواحدة فى حوار مفتوح مصلين من اجلنا مطبقين اية ان نصلى بعضنا من اجل بعض لذلك رتبت الكنيسة المجاهدة الصلاه من اجل المنتصرين فى طقس الصلاة على الموتى والترحيم وذكر الاباء فى مجمع القداس الالعى وهذه هى اجابة السؤال الاخير هل يمكن ان نصلى من اجل المنتقلين اذن من ايماننا ان نصلى بعضنا لاجل بعض وان يصلى المنتصرين عنا وان نصلى من اجل المنتصرين تلك هى الشفاعة التوسلية فى المفهوم الارثوذكسى
وجدى القس شنودة مايو 1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق