يعد علم اللاهوت من العلوم اللتى تناقش الله ذاته وقد اخذ مكانة عظيمة فى مقاومة البدع والهرطقات وفد نركز فى موضوعنا هذا على لاهوت الاقنوم الثانى الكلمة الازليه الذى تجسد متحدا بالناسوت بغسر اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وقد لا يعطى المصطلح العربى كلمة المفهوم الكامل للاقنوم الالهى فكلمة اصلها اليونانى لوغوس وهى تاتى منها الكلمة الانجليزية logic اى المنطق فيكون الاقنوم هو منطق الله العاقل ونطقة وحكمته ولنعد الى سفر التكوين ص1
26و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض* 27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم*
منذ الازل الله كائن وموجود وحى الى الابد الله هو القوى العظمى الغير محدود الخالق الكل والمالىء الكل غير محدود فى صفاته هو الخير وبعد القلب عنه هو الشر هو النور و غلق العينين هى الظلمة هو غير المرئى غير المحوى غير المبتدىء الابدى فهو غيرالمدرك لنا بلاهوته وعظمته مدرك لنا بمنطقة وحكمته فهو كائن غير محدود كذات عاقل كمنطق وحكمة بلا حدود حى بالروح الذى يملاء المسكشونة الذى ينبسق من الوجود الذى هو الكيان فمنطق الله الحكيم العاقل بلا حدود مولود ايضا من الوجود قبل كل الدهور بازلية الوجود راى المنطق الالهى العاقل هو ما يريده ويسر به الكيان الالهى
فى البدء خلق الله السموات والارض بارادة الكيان وعمل المنطق وقوة الروح فبذلك خلقت السموات والارض فاحب اان يوجد الانسان الذى على صورته فخلق على صورته لذته ومحبته هى ادم وبنيه فمنطق الله العاقل خلق الانسان بضعفة وقوته بحريته اللتى اعطاها له الله كصورة لله ذاته لقد كانت ارادة الذات الالهية هى خلق الانسان والمحافظة عليه كصورة لله فخلقه الله ليتسلط على كل نفس حيه فعرف ادم وحواء المنطق الالهى العاقل المتكلم معهم لمسرة الذات الالهية فعند السقوط اعلن المنطق والعقل الناطق لله قرار التجسد بان 22قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الان لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و ياكل و يحيا الى الابد* 23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها* 24 فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم و لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة تك 3
فكان لابد من دفع ثمن المحبوب كمحبة لا محدودة و خاطب العقل الناطق انبياء كثيرين مروضا البشرية لاستقبال ملء الزمان فحل روح الرب على الانبياء فى ازمنة عديدة مبشرين بالمسيا المخلص الذى يعيد للبشر الصورة والسلطان المفقود (عب 1 : 1 الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع و طرق كثيرة* 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين)
ولكن كيف يخلص هل يموت عن الناس جميعا نعم لابد ان يدفع العقوبة لمرضاة عدل الله الغير محدود ويعود لله بمن احبهم بلا حدود
فهل هو بغير خطية ممسوح من الله كملك وبكر للخليقة كلها نعم كذلك ولكن لو انه بشرى فقط لموته يفدى واحد فقط لانه نفس بنفس نعم ما هذه الحيرة الهى وما هى مقاصدك
لقد لقد صنعك منطق الله العاقل بارادة الذات الالهية اللتى لها لامحدودية العدل
فتجسد الله بصورته المعروفة للك باقنومة المنطق العاقل الذى هو حكمة الله لقد اتحد بالناسوت بان اتخذ جسدا من العذراء مريم بفعل الروح القدس
مولودا كابن انسان فى ملء الزمان ومولودا كابن الله قبل كل الازمان
اتحد بالناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فصار الله الكلمة المتجسد طبيعة واحدة باتحاد طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغييراتحاد الله بالناسوت لم يحده الناسوت وانما جعل عمل الناسوت وموت الناسوت لا محدود فى فدائه مجددا الطبيعة بفعل الروح القدس الساكن فيها بالاعتماد على اسم الكلمة المتجسد (غل 1 :4 4 الذي بذل نفسه لاجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله و ابينا)
فعل النطق الالهى مسرة الذات الالهية (افسس 1:5 اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته)
المولود منها بفداء البشر جدد الروح القدس طبيعة الخطية كاردة الذات المنبثق منها
مسح الله كلمته مسيحا وملك على البشر
هو الامس واليوم والى الابد
هو الاول والاخر
فى البدء كان وبغيرة لم يكن شيئا مما كان
لقد حول لنا العقوبة خلاصا حمل السيف المتقلب فى الطريق صليبا صار هو الطريق ليس ثمة شجرة لانه هو الحياه
فالمسيح هو الطريق والحق والحياه
المسيح هو شمس البر والشفاء فى اجنحتها
بالمسيح اصبح العبد ابن
بالمسيح اصبح الروح يسكن
بالمسيح اصبح العهد ميراثا
بالمسيح خلاص الشعوب
بالمسيح دينونة الشعوب
المسيح الكلمة المتجسد القيامة والحياة الاول والاخر خبز الحياة مشتهى كل الامم ليس باحد غيره الخلاص من يقبل اليه لا يخرجه خارجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق