معلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

معلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث
معلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

هل خلقتنى لاعبدك

بعد ان طرد ادم وحواء من الجنة الارضية عدن المغروسة بقوة الله لكى يعيش فيها المخلوق على صورته ومثاله
وضعت عدة مفاهيم جديدة لا نقول تغيير لعهد الله مع الانسان لان الله لا يوجد عنده تغيير فقد اراد الرب ان يوجد من على صورته ومثاله لقد احب الرب الوجود الانسانى فى تدبير الامور كمثال الله وعرف ضعفه وقوته وعرف سقوطة فلما كان الرب هو المحبة المطلقة فقد اعطى منتهى المحبة للخلق ولما كانت المحبة مملكة ملكها هو البذل فاراد الرب ان يتمم منتهى البذل لان البذل لدى الرب غير محدود فاحب ان ان يعطى الصورة المخلوقة كل البذل بمنتهى المحبة الغير محدودة فكما احبك عمق قلب الاهوت الذى هو عقل الله الناطق الذى سر بان يوجدك تلذذ بالا يترك خلقة وعمل يدية لانه يعلم انك قد لا تدرك ذلك كله بمحدودية عقلك انه يعرف انك سوف تسقط وتقوم وهو يقيمك ايضا فى ذلك كله راى الله انه حسن فاوجدك
لقد خلقنى الله لانه احب ان يوجدنى فكوننى اذ لم اكن ورتب كل شىء لخلقتى
حتى فى ضعفى هو قوى
فى حزنى هو مفرح
فى همى هو مدبر
فى سقوطى هو مقيم
فى ياسى هو معضد
لانه غير محتاج الى عبوديتى بل انا المحتاج الى ربوبيته


لم يكن محتاج الى عبودية فالموضوع نفسه يفوق كلمة عبودية او تعبد ولنستبدلها بالسعى لجعل الله كمهيمن على النفس لانها خرجت منه وبه ففى قمة الوهن والضعف هيمنة الوجود الالهى هى القوة ذاتها فهل هيمنة الله على الحياة تعتمد على العبادة والسجود والركوع
فما الفائدة اذن من ذلك كله وماذا ينتفع الرب بتعبدى وسجودى له ليل ونهار وما المسرة فى ذلك وهل الله يحتاج الى ان تنحنى ركبنا لكى يتمجد وهل غرضه هو تمجيدنا له وهل هى العبادة لانه هو ليس بصنم اسجد امامه كانى صنم ايضا انما هو الموجود فى الكل والمالىء الكل

هل تلك هى الصلاة هل هى وضع قوانين وفروض و سجود كلا ثم كلا
فما هى العباده لله اذا
لقد وضع الرب لك معونة تتمثل فى الصلاه فكيف تكون انت صورة ما لم تتواصل مع الاصل فلابد ان تكون الجذور ثابته فى الاصل فالجلوس فى حضرة العظيم يعيد اليك عظمة فان جلس مثلا فى مجالس فلاسفة لتغيرت لغتك واسلوبك فى الحياة بتاثير العشرة مع مجلسك
فجلستك فى مجلس الرب وانت تراب ورماد تجعل منك اب لجمهور كثير والجمهور هو مواهب الروح قليلا قلايل بصبر وتانى تقتنى الهيمنة الالهية على حياتك اذكر احد المدققين فى الحياة من الاباء الكهنة كلمة احد الاطباء فى ان الانسان مسير ام مخير فما كان من الاب الا وقال له ان اباء كثيرين جاهدوا كثيرا لكى يكونوا مصيرين وانها درجة قد يعطيها لك الرب اذا تنقى قلبك لانك تعاينة بقلبك
فهيمنة الرب على الكيان الانسانى لا يزيد الرب شيئا ولكن يعطى الانسانية معنى جميل يعيدها الى طبيعتها الاساسية فعند حدوث تغيرات قد تودى بانسانية الانسان فان التزود من الينبوع الالهى يعيد الى الانسان انسانيتة


لقد وضع لى نقاوة القلب لكى اجاهد فاعينه بها لقد وضع لى التواضع والوداعة لكى ارث الرض والملكوت السماوى
لقد علمنى الرحمة لاشعر به فى حنانه
لقد وضع لى فى حزنى فرح لكى اعلم مفدار خطاياى وفرح توبتى
لانه غير محتاج الى عبوديتى بل انا المحتاج الى ربوبيته
بكل هذا استرد طبيعتى المبعثرة باستقامة فتصير الصلاه هى فرح لان تعاين الغير منظور بلا منظورية حتى تقدمتى لك ايها الحنان هى عطيتك لى لو قدمت القلب ماذا تنتفع الهى سوى انه يصير نقيا
لو احببتك من كل القلب والفكر والقدرة ماذا ازيدك وماذا اعطيك حتى فى ذلك انا اخذ الصورة والبنوة والميراث
ادرك الشبع والغنى عن الشهوات
فكاننى صرت ملكا لنفسى بملكك لقلبى
اخى الحبيب
صلاتك ليس سجود
صلاتك ليست ركوع
صلاتك الشرب من الينبوع
صلاتك فرح وخشوع
تقدمتك ماذا تفيد
بتقدمتك انت المستفيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق